المستشار نزيه سعد
إلى زملائنا من المحامين المبتدئين والمتدربين وحديثي التخرج ممن يرغبون ممارسة مهنة المحاماة ، بدايةً لو من داخلك تحب المهنة وتعشقها وترغب العمل كمحامي استمر وابدأ صعود السلم من بداية درجات تعلم مهنة المحاماة طبقاً لأصولها المتعارف عليها من بداية التدريب والدخول في كافة معاركها وسراديبها وتوغل وابحث وجرب وترافع واكتب وتعلم واقرأ واطلع وناقش وافعل كل ما يفعله المحامي المتمرس مراراً وتكراراً ، فإن وجدت في نفسك الصبر والجلد والجدية والجهد والقدرة وأن تكون أهلاً للإلتزام وحصدت الخبرة التي تؤهلك أن تفتح مكتب محاماة وتتحمل مسؤوليته فتوكل على الله واعلم إن تراخيت وتكاسلت فستعود الى حيث بدأت ، وإن كنت من داخلك تكره المهنة أو لا ترغب أن تكون محامي فقف واخرج وغير مسارك بيدك؛ لأن المهنة ستُخرجك من تلقاء نفسها، لأنها مهنة دقيقة جداً وليست سهلة وصعبة الى حدٍ ما ،وتحتاج طموح وجهاد وجد واجتهاد، فلا مكان فيها لليائسين أو المتراخين أو المتواكلين، وتدوم وترفع شأن الجادين المتفرغين الباحثين الطامحين ، ولا أبالغ وعن تجربة اذا قلت إن مهنة المحاماة تحتاج إلى تفرغ كامل، تفرغ 24 ساعة في 24 ساعة ، فالانشغال بأي عمل اخر عنها يقلل من حسن أداءك واتقانك واحترافك ومستوى اطلاعك ودرجة تجدد معرفتك، فلابد أن تكون دائم الاطلاع لأن كل شيء له علاقة بالمهنة يتجدد ، وهذا التجدد يفرض عليك عدم الانشغال عن مهنة المحاماة لأنك ببساطة اذا انشغلت انحدرت وهبط وسقط وانكشف أمرك، ولا أُبالغ اذا قلت أن المستوى الان في انحدار وهبوط شديد فالمحامي الذي يكتب سرعان ما ينسى ما كتب، والمحامي الذي يترافع تتطاير منه الكلمات، ويصبح غير قادر على حسن العرض لتوصيل فكرة القضية للقاضي ويحتاج إلى من يلقنه ، وللأسف هم الان كثيرون ممن اعتبروا المهنة ساعات عمل ولقمة عيش وجدول مواعيد فانشغلوا بها عن اتقانها مهما أخذت من وقتهم ،لذلك إن كنت تريد أن تؤدي عمل المحامي كما ينبغي أن يكون فلا تجعل للمهنة شريك وتفرغ لها وابحث في أنظمتها وقوانينها وسوابق أحكامها وتوغل في بحور علومها فالمهنة تفرض عليك أن تحافظ على اطلاعك في جميع المجالات والثقافات أدب تاريخ لغة بلاغة حدث ولا حرج ، لأنك اذا كتبت لابد أن يكون لديك قوة في الاسلوب وحسن في العرض وذكاء في الطرح والبعد عن التكرار والاسهاب والنسخ ، وان ترافعت فقوى حجتك وانتقي كلمتك لتوصل فكرتك لنجاح قضيتك حتى تصل الى مبتغاك وهدفك، فالأمر ليس هين لذلك فكر جيداً قبل أن تقحم نفسك في مهنة ستكشفك وتبين براعتك أو انحدارك وفيهما سمعتك ورأس مالك فالأمر بيدك فخد قرارك .